لا يعي الكثيرون أن المتعة التي يلهثون للاستمتاع بها تمر بالعديد من المراحل، حتى يبلغ الفرد ما يسعى إليه، كي يُقبل ثانية عليها بنهم وولع، أكثر من الذي سبقه، فالعملية الجنسية ليست ممارسة فقط، وإنما لها مراحل تمر بها، أولها الرغبة التي يعقبها الإثارة، والتي تنتج عنها النشوة الجنسية وتنقسم لثلاث مراحل، قد يصل الفرد خلال الجماع لواحدة منها فقط، أولها رعشة الجماع ويليها الأورجازم، والذروة هي آخر ما يصل إليه الفرد في هذه المرحلة، أما عن آخر مرحلة في العملية الجنسية، التي يتجاهلها البعض ويدرك قيمتها البعض الآخر، فهي مرحلة مابعد النشوة. يساور الفرد أكثر من سؤال حول الرغبة التي تشعله وتدفعه لممارسة الجنس، وتنحصر تساؤلاته حول هل للرغبة علاقة بتأثير الهرمونات، أم أنها تخيلات جنسية يستقبلها الآخرون في صورة مثيرة، لأن الراغب أسقطها على الطرف الآخر من داخله ؟ أم أن مصادر الإثارة هي المسؤولة عن إيقاظ مراكز الإثارة داخل الإنسان؟ وإجابة هذه التساؤلات، كما أكدها الباحثون، أن الرغبة نتاج تفاعل بين نفس الإنسان المليئة بالرغبة التي تبحث عن الإشباع، وخارج الإنسان الذي يشهد الكثير من العوامل المثيرة، التي تنشّط رغبته.. فالرغبة القوية تتولد من تفاعل ما يدور بالإنسان من الداخل، ومايؤثر عليه من الخارج، وداخل الفرد هو تركيبته الفسيولوجية والنفسية لطرفي العلاقة الجنسية، وهذا يعني أن يتمتع طرفا العلاقة الجنسية بحالة صحية ونفسية جيدة، إلى جانب الاسترخاء والراحة، وبالنسبة للعوامل الخارجية، فهي مظهر طرفي العلاقة من شكل ورشاقة وملابس وروائح والمكان الذي يُعد لممارسة الجنس، وما يتسم به من مميزات تجعله يليق بأن يكون عاملاً مساعداً لإشباع الرغبة، وتتوافر به عدة عناصر كالراحة والأمان وإثارة المشاعر.. والعملية الجنسية لا تختلف عن باقي العمليات التي يُقدم عليها الإنسان في حياته، وتحتاج لعدة أشياء لتمكّن الفرد من الإقبال عليها لو توافرت، وتدفعه للعزوف عنها لو افتقد هذه الأشياء، منها المثيرات كالملابس المثيرة وروائح معينة من العطور، والرومانسية، وهذه الأشياء توافرها يُشعل الرغبة، ويساعد على إيقاظها داخل الفرد، وتدفع طرفي العلاقة للاقتراب الذي يعقبه الالتحام لتأتي النهاية بالذوبان. درجة تأثر الأفراد بالمثيرات، التي تُشعل الرغبة، تختلف من شخص لآخر، فالبعض يثار من المكان، وهناك من يتأثر بالصوت، والبعض الآخر تثيره روائح عطرية معينة، وهناك من تثيره الكلمات والدفء، ولكن القاعدة المتعارف عليها في المجتمع الشرقي بين طرفي العلاقة أن عين الرجل وقلب المرأة أهم العناصر التي تساعد على الإثارة، لذا فالمرأة الذكية دائماً ما تهتم بما يراه الرجل منها وفيها وحولها، لأنه يُستثار من عينه إلى جانب اعتماده على باقي الحواس بعد ذلك، وبالمثل فالرجل الذي يمتلك حنكة في التعامل يهتم بقلب المرأة، الذي يراه الطريق لإثارتها، وقوة الرغبة الجنسية تختلف من شخص لآخر، فالبعض لديه رغبة لا تشبعها الممارسة، حتى وإن استمرت طويلاً، ورغم أنها تعد ميزة إلا أنها تخلق الكثير من المشكلات لصاحبها، الذي تصبح رغبته المتأججة بصفة دائمة عبئاً على الآخر لإشباعه الذي لم يحدث، وهناك أشخاص برغبات خافتة تدفعهم لإقامة العلاقات الجنسية بشكل فاتر، وربما يكون ضعيفاً، وربما يكون عطاؤهم العاطفي هو الآخر قليلاً، ويصفهم المحيطون بهم بأنهم بخلاء حتى في عواطفهم ورغباتهم، ومن الأخطاء الشائعة اعتقاد البعض أن الصور العارية والأفلام الجنسية تزيد الرغبة الجنسية، فالأبحاث العلمية أثبتت غير ذلك، وأكدت أنه لا أساس له من الصحة، حيث تبين أن من يشاهدون هذه الأشياء تضعف رغباتهم نحو زوجاتهم، لأن هذه الصور والمشاهد تسرّب الرغبة في مسارات جانبية، وتصيب الفرد بالتعود على الإثارة الصارخة، وربما تكون شاذة في حالات من الإثارة والتي لا تتوفر في الأجواء العادية، وهذا يؤكد على أن الرغبة هي الخطوة الأولى والأساسية الواجب توافرها لبدء العملية الجنسية. تأتي الإثارة في المرتبة الثانية من المراحل التي تمر بها العملية الجنسية، وتعقب الرغبة، والوصول إليها يترك علامات على المرأة في أعضائها الجنسية، ونفس الأمر ينطبق على الرجل، كالانتصاب مثلاً، بعد بلوغه أقصى درجات الإثارة، ولكي يصل الفرد إليها يحتاج لأن يكون في حالة راحة جسمانية ونفسية، ولديه توافق وانسجام، وأن يكون الجو مهيأً، وأن يمتلك رغبة لذلك، وكل فرد يمتلك طريقته الخاصة لإثارة الطرف الآخر، وتحتاج الإثارة بصفة دائمة للتجديد حتى لا يصيب الملل أطراف العلاقة، وفي حالة عجز أحد طرفي العلاقة عن إثارة الآخر تحدث مشكلات أثناء العملية الجنسية. المرحلة الثالثة تأتي بعد الإثارة، ويصل فيها الفرد لذروة إحساسه الجنسي بالعملية التي تهز جسده بالكامل، وأثبتت الدراسات العلمية أن الشعور بالرعشة الجنسية في لحظة الجماع الجنسي، هو أعلى الدرجات التي يصل إليها الجهاز العصبي، وأنها تُحدث للفرد فوائد خفية وأخرى معلومة تؤثر عليه بقوة، ولا تقتصر هذه الرعشة الجنسية على الجسد، بل تتعدى المدى لتصل للنفس والروح، لذا صُنّفت لأكثر من نوع حسب المستوى الذي يصل إليه الفرد.. أولها النشوة البيولوجية، والتي يُحدثها التفاعل الجسدي للأعضاء الجنسية، وقد تحدث نشوة عاطفية، وهي التي يشعر بها طرفا العلاقة نتيجة الاقتراب، والالتحام الذي يصل لدرجة الذوبان، ما يجعل أقل لمسة تحقق لهما متعة، وهناك نشوة تسمى الإرتجاعية، وهي التي يستشعرها أحد طرفي العلاقة عندما يشعر بسعادة الطرف الآخر لبلوغه النشوة البيولوجية، وقد يصل بعض ممارسي العلاقات الجنسية لأكثر من نشوة في وقت واحد، البيولوجية والاجتماعية والروحية.. والنشوة الجنسية تختلف حسب طبيعة العلاقة التي تحكم الممارسة الجنسية، هل هي علاقة مشروعة أم غير ذلك، لأن النشوة في العلاقات المشروعة تكون كاملة ومتكاملة، وليست بيولوجية فقط كما يحدث بالعلاقات الآثمة. آخر مرحلة، والتي يغفلها البعض رغم أهميتها، هي مرحلة ما بعد النشوة، وهي استمرار المداعبة بين الطرفين، والتي تهدّيء من روع الطرف الذي لم يصل لذروة الإشباع الجنسي من الممارسة، والتي يجهلها عدد من الأزواج بعد أن يحصلون على ما يُشبع رغباتهم، فيهملون الزوجة التي تتأثر مشاعرها لو عجزت عن الوصول للمتعة التي تمنتها من لقائها الجنسي مع الرجل، وهناك قلة تؤمن بأن التفاصيل البسيطة تؤثر، في حالة تراكمها، بشكل أكثر خطورة من التفاصيل الكبيرة على حياة الأفراد، واستقرارهم العاطفي والجنسي. |
Thursday, April 15, 2010
العمليه الجنسيه تحويل من الصوره الى الصوت
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment